(بسم الله الرحمن الرحيم)
جريمة اللواط
الحمد الله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وأله وأصحابه أجمعين
أما بعد:
سوف اطرح هذه المرة موضوعاً في غاية الأهمية نظراً لتفشيه في مجتمعنا بشكل كبير وهذا يحقق قول الرسول (ص) ((إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ)) نعم انه موضوع عمل قوم لوط !
ما معنى اللواط ؟
اللواط هو الاتصال الجنسي بين ذكرين ، و هو نوع من أنواع الممارسات الجنسية الشاذة التي تسبب أضراراً بالغة الخطورة على الصعيدين الفردي و الاجتماعي .
ما هو تاريخ هذه الظاهرة الشاذة(اللواط)؟
يبدو أن هذا الانحراف الخُلقي بدأ لأول مرة في قوم لُوط و لم يكن الناس يفعلون ذلك من قبل ، و يَدُّلُ على ذلك قول الله تعالى : { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ }
و تدل بعض الأحاديث على أن المُعلِّمُ الأول لهذا الانحراف الخطير هو إبليس(لعنة الله عليه) فقد رَوى أبو بصير " إِنَّ إِبْلِيسَ أَتَاهُمْ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ فِيهِ تَأْنِيثٌ ، عَلَيْهِ ثِيَابٌ حَسَنَةٌ ، فَجَاءَ إِلَى شَبَابٍ مِنْهُمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقَعُوا بِهِ ، فَلَوْ طَلَبَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَقَعَ بِهِمْ لَأَبَوْا عَلَيْهِ ، وَ لَكِنْ طَلَبَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَقَعُوا بِهِ ، فَلَمَّا وَقَعُوا به أعجبهم ذلك ، ثُمَّ ذَهَبَ عَنْهُمْ وَ تَرَكَهُمْ ، فَأَحَالَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " .
ما هي الأضرار التي تنتج عن اللواط؟
يمكن تقسيم الأضرار الناتجة عن اللواط إلى عدة أنواع:
1- الأضرار الفردية :وهي الإصابة بالعديد من الأمراض وهي:
- مرض الإيدس مرض فقد المناعة المكتسبة الذي يؤدي عادة إلى الموت - التهاب الكبد الفيروسي - مرض الزهري - مرض السيلان - مرض الهربس - التهابات الشرج الجرثومية - مرض التيفوئيد - مرض الاميبيا - الديدان المعوية - ثواليل الشرج - مرض الجرب - مرض قمل العانة - فيروس السايتوميجالك الذي قد يؤدي إلى سرطان الشرج - المرض الحبيبي اللمفاوي التناسلي .
وقد سبق أن تكلمت عن بعض الأمراض في بحث الإباحية وبعض الأمراض الجنسية .
2- الأضرار الاجتماعية والنفسية: (1)- مفسدة لنفسية الشـباب يزرع السـلبية فيهم ولا يشـبع عواطفهم، فهم لا يستطيعون ممارسته غالباً إلا بعد تعاطي الخمر أو المخدِّرات لخلق جو وهمي من المتعة بداخلهم؛ وهذا يعني أنه يجرُّهم إلى المزيد من الدمار والعدائية.
(2)- ويكفي أن يشعر الواحد منهم أنه قد سلبت عنه رجولته التي يفتخر بها ، والتي هي تاج فخر الرجل .
(3)- مفسدة للنساء اللواتي ينصرف أزواجهن عنهن إلى الرجال، ويقصِّرون فيما يجب عليهم من إحصانهن، فينجرفن إلى طريق الانحراف أو الشذوذ بين بعضهن، أو يرتمين في أحضان رجال غرباء عنهن. وبذلك تشيع الفاحشة في المجتمع ، وينقلب المجتمع إلى وكر كبير تصيح فيه الشياطين و تصرخ .
(4)- تقليل النسل؛ فمن وقع في براثن الشذوذ فرغب عن الزواج، وتنصَّل من تحمُّل مسؤوليته، فقد ساهم في تهديم مجتمعه، والحدِّ من نسبة التوالد فيه. ويكفيه أنه قطع نسبه وأوقف نسله .
من هم الضحايا لممارسة عمل قوم لوط؟
إن أهم الضحايا لممارسة عمل قوم لوط هم الأطفال الأبرياء الذين يذهبون صيد سهل بيد ممارسي هذا العمل,وهناك عدة أنواع للضحايا :
1- الأقارب! نعم, أقول الأقارب ولا بد أن يسأل سائل وهل يملك هذا الشاذ القوة أن يفعل ذلك مع أقاربه؟فأقول نعم, فالإنسان الشاذ إنسان فقد كل معنا للأخلاق حيث انه ينتظر كل فرصة تسمح له بذلك,فيمارس اللواط مع أولاد عمه أو أخواله أو أي قريب يخلو به .
2- طلاب المدارس:ويمكن أن نقسمهم إلى قسمين حسب الإيقاع بهم وهم:أولا الطلاب الذين يقعون ضحايا لمعلميهم (ولا أقصد الكل في ذلك )فذلك لا يشكل نسبة 7% حيث انه يوجد بعض المعلمين الذين يستغلون مراكزهم من اجل إشباع رغباتهم الجنسية ,فيهددون الطالب بالرسوب في صفه, أو بإعطاء العلامات العالية في المادة إذا فعل ما يريد مما يدفع هذا الطفل إلى قبول ذلك لأنه لا يرى فيه ما يؤذيه,ولا يعرف ماذا يفعل لغياب الوعي والإرشاد الأبوي.ثانيا الطلاب الذين يقعون ضحايا للطلاب الأكبر سناً منهم ونرى ذلك بشكل كبير ولا سيما في المدارس التي تحوي صفوفاً تبدأ من الأول إلى نهاية المرحلة الثانوية فالطالب الذي في الصف الثاني الثانوي يكون في أوج سن المراهقة فيبدأ يبحث عن الضحايا من الطلاب الأصغر سناً وذلك بمغريات كثيرة منها المال-الألعاب-أشرطة الفيديو-الخ.............
3- أولاد الجيران:وهي منتشرة أيضا في بلادنا حيث أننا نرى تنشأ علاقات بين أولاد الجيران بغض النظر عن فارق السن بينهم,فإذا ما كان احد هؤلاء شاذاً بدأ يحاول أن يوقع بضحيته,والأمر سوف يكون في غاية السهولة لان الجار لا يتوقع أن يصدر ذلك من أولاد احد جيرانه لأنه يعتبره أخ لابنه, والشاذ لديه الفرصة لان يدعو الطفل إلى بيته في أي وقت يسمح بذلك,وتحت غياب الوعي والنصح يحدث الخطأ.
4- الأصدقاء:وهؤلاء لا يمكن أن نسميهم الضحايا,لأنهم هم من أوقعوا أنفسهم في هذا العمل الخبيث,والشيطان (لعنة الله عليه) استطاع أن يغويهم ,والسبب الرئيسي الذي يؤدي إلى ذلك هو أنهم كانوا يتابعون الأفلام الإباحية ويمارسون العادة السرية أمام بعضهم,فينشأ لديهم نوع من أنواع الشواذ.
ما الأسباب التي تؤدي إلى هذا الشذوذ؟
1- غياب التربية القائمة على الفهم الصحيح المرن للإسلام، والبعيد عن مظاهر الكبت، والقهر، والاضطهاد، والإحباط.
2- عدم توجيه الأولاد والبنات إلى وظيفة الجنس في الحياة، والأساليب المشروعة لتلبية الغريزة الجنسية، والحكمة في تحريم العلاقات الجنسية بغير الطرق المشروعة، وحكم الشرع في عمليات الشذوذ، وتعارضها مع الحياة الطبيعية للإنسان.
3- عدم الاهتمام بتلبية حاجات الجنسين ومطالبهم، وحرمانهم من أن يشبعوا ما في نفوسهم من حاجة إلى شراء ما يحتاجونه ممّا يناسبهم، وأن يكون لهم كيان اقتصادي يحسّون به، لأن هذا الحرمان كثيراً ما يؤدي إلى الانحراف.
4- عدم مراقبة الآباء لأبنائهم في تصرفاتهم وسلوكهم، إضافة إلى الإهمال وعدم المبالاة، والتطرف في إطلاق الحرية لهم، أو التعنت في كبتهم ومنعهم من كل شيء، فلو كان الآباء يوازنون بين الإفراط والتفريط في الحريات، ويصحبونهم في بعض مناشطهم ، ويحسنون توجيههم في اختيار أصدقائهم، ويجعلون منهم أصدقاء مسئولين ومحترمين، ولرأيهم مكانة وتقديراً؛ لو حصل ذلك كله لما كان للانحراف سبيل إليهم.
5- عدم تبيان ما يترتب على الفاحشة في الدنيا من أمراض جسمية، ونفسية، وصحية، وردود أفعال على ممارسة الحياة الطبيعية؛ إلى جانب ما في الحياة الأخرى من عقاب عند الله، وغضب منه، ثم الحكم الشرعي المترتب على ممارسة الشذوذ الجنسي، ومدى استبشاع الشرع والمجتمع له .
6- حرمان الولد من الحنان مما يجعله فريسة سهلة لكل من يشعره بشيء من الاهتمام.
7- مجالسة المرد من الشباب،والمقصود بهم صغار السن، وأصحاب الجمال ومن لا لحية له.
8- ترك الأولاد يجالسون من هم أكبر منهم سناً فيقعوا فريسة لهم.
9- عدم تعويد الصغار نقل ما يحدث لهم في الخارج إلى آبائهم خوفاً منهم.
10-إرسال الأولاد إلى أقاربهم في بلاد بعيدة حيث يقل الرقيب ويحدث ما يحدث.
11-عدم متابعة الأولاد في المدارس ومعرفة من يصاحبون وما يحدث معهم فيها،وتقييدهم بأوقات دخول وخروج المدرسة.
12- تركهم مع ما يثير الغرائز وينشر الرذائل،من تمثليات وصحف ومجلات،وغناء.
13-بالإضافة إلى أن هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الشذوذ عند الطفل تلقائياً مثل الحقنة الشرجية وإدخال التحاميل الشرجية وهذا كله يؤدي إلى إثارة الطفل جنسياً,فيبدأ بالبحث عن كل شيء ليدخله في الفتحة الشرجية حتى قد يصل إلى ممارسة اللواط مع غيره.
ما هي أساليب الوقاية من ذلك؟
إن أهم الأساليب للوقاية من ذلك هو تجنب الأسباب السابقة قدر الامكان,فكما يقول المثل (درهم وقاية خير من قنطار علاج).
وفي نهاية هذا البحث أحب أن أبين حكم الشرع في ذلك وما هو الحد لمن يفعل ذلك:
قد لعن المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه من فعل هذه الفعلة المقيتة ثلاث لعنات متواليات حيث قال : ((..وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ))(7). وخرج الطبراني من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه : ((..وإذا كثر اللوطية رفع الله يده عن الخلق فلا يبالي في أي واد هلكوا)) . أما عن عقوبة هذه الجريمة الدنيئة فقد أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة والبيهقي وغيرهم عنه صلوات ربي وسلامه عليه قوله : ((من وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ))(9).وفي رواية ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ قَالَ : ((ارْجُمُوا الْأَعْلَى وَالْأَسْفَلَ ارْجُمُوهُمَا جَمِيعًا))(10).
أحبتي في الله ومن الناس من يتساهل في عمل تلك الجريمة المنكرة مع زوجته ، فنقول له تعال واسمع إلى ما ينذرك به خير الورى صلوات ربي وسلامه عليه فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((هي اللوطيةُ الصغرى))، يعني الرجل يأتي زوجته في دبرها،وعَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ))(11).وأخرج الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلًا أَوْ امْرَأَةً فِي الدُّبُرِ))(12).وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ((مَنْ أَتَى حَائِضًا أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ كَاهِنًا فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
واخيراً أرجو من الله تعالى أن يبعد أطفالنا عن كل سوء وان يحمي كل طفل حتى يكون صالحاً لامتنا الإسلامية.
اخوكم ::طيبي أسامــة